عاش صلّى الله عليه وآله وسلّم ثلاثاً وستين
سنة، منها مع أبيه سنتين وأربعة أشهر، ومع جدّه عبدالمطلب ثمان سنين، ثمّ
كفّله عمّه أبو طالب بعد وفاة جدّه عبدالمطّلب فكان يكرمه ويحميه وينصره
أيّام حياته
(1).
وذكر محمّد بن إسحقاق بن يسار: أنّ أباه عبدالله مات واُمّه حبلى، وقيل أيضاً: إنّه مات والنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ابن سبعة أشهر
(2)
وذكر ابن إسحقاق قال: قدمت آمنة بنت وهب اُمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم به على أخواله من بني عديّ بن النجّار بالمدينة ثمّ رجعت به حتّى إذا كانت بالاَبواء هلكت بها ورسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ابن ستّ سنين
(3).
وروي عن بريدة قال: انتهى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى رسم قبر فجلس وجلس الناس حوله فجعل يحرّك رأسه كالمخاطب ثمّ بكى، فقيل: ما يبكيك يا رسول الله؟
قال: «هذا قبر آمنة بنت وهب استأذنت ربّي في أن أزور قبرها فأذن لي
فأدركتني رقّتها فبكيت» فما رأيته ساعة أكثر باكياً من تلك الساعة
(4).
وفي خبر آخر: «استأذنت ربي في زيارة قبر اُمّي فأذن لي، فزوروا القبور تذكّركم الموت» رواه مسلم في الصحيح
(5).
وتزوّج بخديجة بنت خوليد وهو ابن خمس وعشرين سنة. وتوفّي عمّه أبو طالب وله
ستّ وأربعون سنة وثمانية أشهر وأربعة وعشرون يوماً. وتوفّيت خديجة بعده
بثلاثة أيّام، وسمّى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذلك العام عام الحزن
(6).
وروى هشام بن عروة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «ما زالت قريش كاعّة
(7)عنّي حتّى مات أبو طالب»
(
(9).
وأقام صلّى الله عليه وآله وسلّم بمكّة بعد
البعثة ثلاث عشرة سنة، ثمّ هاجر منها إلى المدينة بعد أن استتر في الغار
ثلاثة أيّام وقيل: ستّة أيّام، ودخل المدينة يوم الاثنين الحادي عشر من شهر
ربيع الاَول وبقي بها عشر سنين.
ثمّ قبض صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم الاَثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة
(10).
واختلف أهل بيته وأصحابه في موضع دفنه فقال أمير المؤمنين عليه السلام: «إنّ الله تعالى لم يقبض روح نبيّه إلاّ في أطهر البقاع فينبغي أن يدفن هناك». فأخذوا بقوله ودفنوه في حجرته التي قبض فيها صلّى الله عليه وآله وسلّم
(11).
المصادر
(1) أنظر: كشف الغمة 1: 16، والطبقات الكبرى 1: 119، وتاريخ اليعقوبي 2: 13 و
14، ومروج الذهب 3: 14 | 1460، ودلائل النبوة للاصبهاني 1: 209 | 103 و
104، ودلائل النبوة للبيهقي 1: 188، وصفة الصفوة 1: 65.
(2) انظر: دلائل النبوة للبيهقي 1: 187 ـ 188.
(3) سيرة ابن اسحقاق: 65، دلائل النبوة للبيهقي 1: 188.
(4) الطبقات الكبرى 1: 117، دلائل النبوة للبيهقي 1: 189.
(5) صحيح مسلم 2: 671 | 976.
(6) انظر: كشف الغمة 1: 16، وسيرة ابن هشام 1: 198، والطبقات الكبرى 1: 132،
وتاريخ اليعقوبي 2: 20، ومروج الذهب 3: 15 | 1461، وصفة الصفوة1 : 74،
والكامل في التاريخ 2: 39.
(7) كاعّة: خائفة وجبانة.
( لم ترد الرواية في نسخة «ط».
(9) كشف الغمة 1: 16، دلائل النبوة للبيهقي 2: 350.
(10) انظر: الكافي 1: 346، كشف الغمة 1: 16، وسيرة ابن هشام 2: 130، وصحيح
البخاري 5: 73، وصحيح مسلم 4: 1826 | 2351، وتاريخ الطبري 2: 379، ومروج
الذهب 3: 18|1467، وصفة الصفوة 1: 117و 129، والكامل في التاريخ 2: 104 و
106 و 107.
(11) روضة الواعظين : 71 ، مناقب ابن شهر آشوب 1 : 240 ، كشف الغمة 1 : 19.